المرأة والطفل يسكنان قلب سلطان
إعداد: جيهان شعيب
ما بين الاهتمام غير المتناهي بدعم المرأة، وتعزيز مكانتها ورفع قدرها، واحتواء الأطفال والحنوّ عليهم، وشمولهم بالرعاية والعناية، يحرص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بقلبه العامر بالرحمة، المملوء بالعطف، وعقله الواعي، وفكره الحكيم، على أن يبقيهم في دائرة اهتمامه الأولى.
فسموّه يرى أن المرأة هي الأم، والأخت، والزوجة، والركيزة الأساسية في تماسك الأسرة، وترابط أفرادها، وبالفعل، وبفضل سموّه، تمكنت مواطنات الإمارة من أن يحظين بمكانة بارزة، محلياً ودولياً، فضلاً عن المتابعة، والاهتمام الشمولي الذي توليه لهنّ، وتشملهنّ به قرينة سموّه، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، واحتوائها للأطفال، لكونهم جيل المستقبل، الذين إن أحسنت الأسر تربيتهم وتنشئتهم، يقوم على سواعدهم بناء الدولة، وتقوية دعائمها، مع مواصلتهم الحفاظ على مقدّراتها، ومضاعفة إنجازاتها.
ترجم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اهتمامه بالمرأة والطفل بإطلاق الكثير من البرامج والمبادرات التي تسهم في النهوض بهما، ومن كلماته المعبّرة عن الاعتزاز بالمرأة، قوله «المرأة هي الأم، والأخت، والزوجة، وأم البنات والبنين، فماذا تتوقعون أن تكون رؤيتنا لوضعها في المجتمع والأسرة. والمرأة هي شريك أصيل في الحياة بكل ما فيها في أيام الرخاء، وفي أيام الشدة، وفي السهل والصعب، جنباً إلى جنب مع الرجل في كل أمور الدنيا، لا أفضلية لأحد على آخر».
مساواة تامة
وأضاف سموّه «ولتحقيق هذه الرؤية كان علينا جميعاً، رجالاً ونساء، أن نبدأ من البداية، وننشئ أولادنا على هذه الرؤية منذ الطفولة المبكرة، ونعلّم ونعضد التفاعل بينهم، لترسيخ هذه المبادئ، والأسس الأسرية والمجتمعية. وبدأنا مع الأطفال منذ الحضانة، ورياض الأطفال، ثم مع النشء في المدارس، ومراكز الناشئة، والشباب في الكليات والجامعات، والمراكز الثقافية والرياضية، يتعلمون ويمارسون خلال سنوات التكوين والنمو، والتقدم، مبادئ المساواة التامة بين الجنسين، في كل المعاملات، وتتاح فيها فرص الدراسة واكتساب المعرفة، والخبرات، من دون تفرقة، كل في المجالات التي يرغبونها، وتتوافق مع ميولهم، وميولهنّ».
ودائماً تؤكد سموّ الشيخة جواهر، حرص القيادة الرشيدة، منذ تأسيس الدولة وقيام الاتحاد، على تهيئة البيئة الصالحة للمرأة كي تؤدي دورها المجتمعي، فضلاً عن اهتمام صاحب السموّ حاكم الشارقة بالمرأة إجمالاً، قائلة «اتخذ صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، من فِكر الأب المؤسّس، طيّب الله ثراه، ليكون سنداً للمرأة في دورها المجتمعي أمّاً، وابنة، وأختاً مسؤولة في أسرتها، كما دَعَمها بتشريعات ومبادرات تعزز من وجودها في بيئة العمل، سواء كقيادية، أو ضمن فريق العمل». وأضافت سموّها «لم تبدأ المرأة بصنع التاريخ من مواضع صنع القرار، بل كان أساس إسهاماتها في العمل الميداني، عندما كان دورها يتمثل في تحفيظ الأطفال القرآن الكريم، والعلوم الأساسية، وقيامها بمهام التمريض، وانخراطها في السلك الشُرَطي، حتى تدرجت في وجودها المجتمعي، ومساندتها للرجل في بناء المجتمع، ابتداء من أهم عناصر تكوين الإنسان، المعرفة والصحة والأمان، ولم تؤدِّ عملها طلباً للشهرة، ولا انتظاراً لهتافات الإعجاب، بل لأنها بارّة بوطنها، مستشعرة مسؤوليتها تجاه مجتمعها، وأمام ولاة أمورها».
عطاءات متعددة
وتتعدد عطاءات صاحب السموّ حاكم الشارقة، لمواطنات الإمارة، ومن الأحدث في ذلك، وجاء خلال الأيام الماضية، إصداره مرسوماً أميرياً بإعادة تنظيم «مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة»، وبحسب المرسوم الأميري ترأس المؤسسة سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والأهلية الكاملة لإجراء التصرفات القانونية اللازمة، لتحقيق أهدافها، وممارسة اختصاصاتها، ويكون لها الاستقلال المالي والإداري والفني.
وتهدف المؤسسة إلى دعم المرأة وتمكينها، والارتقاء بواقعها، ومستقبلها، محلياً وعالمياً، وتعزيز قدراتها، وإمكاناتها، اقتصادياً واجتماعياً. ونصّ على أن يكون للمؤسسة في سبيل تحقيق أهدافها ممارسة مجموعة من الاختصاصات، منها رسم السياسة العامة، ووضع الخطط الاستراتيجية للمؤسسة، وإطلاق المبادرات والبرامج والمشاريع المعنية بالارتقاء بالمرأة، في المجالات كافة، محلياً وعالمياً، وإدارة صندوق نماء بالتنسيق مع «مؤسسة القلب الكبير»، والمشاركة في الفعاليات، المحلية والعالمية، وإبراز دور المؤسسة في تمكين وتعزيز قدرات المرأة، وإبراز دور الإماراتية، وغير ذلك.
قضية محورية
ويقين سموّه أصيل بأهمية عمل المرأة، فهو يؤكد ذلك دائماً، في جميع المناسبات واللقاءات، والمنتديات، المحلية والخارجية، وفي إحداها عام 2016 في فرانكفورت، قال سموّه «لا يمكن أن نغفل دور المرأة في تكوين الأجيال الجديدة، وتربيتهم، وقدرتها على الموازنة بين البيت والعمل، يجب أن نكون واعين أن عمل المرأة، ومساهمتها في تنمية المجتمعات، قضية محورية ورئيسة. وفي دولة الإمارات كانت المرأة منذ البداية شريكة، وداعمة في مسيرة نهضتنا، وحضارتنا، وما كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه لولا وجود المرأة مع الرجل في كل التفاصيل، إذ تشكل نسبة النساء من عدد سكان دولة الإمارات 45.3%، أي أنها نصف المجتمع بالأرقام أيضاً».
وأضاف سموّه «لذلك وفّرت الشارقة الكثير من الحلول في هذا الجانب، فأنشأت حضانات الأطفال في مختلف الدوائر الحكومية، ونعمل حالياً على تأسيس مشروع يضم 66 حضانة للأطفال ستكون مجهزة بكامل الخدمات، ويشرف عليها متخصصون بتربية الأطفال، انطلاقاً من اهتمام الإمارة بصحتهم وسلامتهم، وتمكين المرأة من تحقيق التوازن بين عملها، وأسرتها. ووضعنا مواد تشريعية تمنح المرأة إجازات الأمومة، وتراخيص الرضاعة لأطفالها، والتقاعد المبكّر في حال اختارت تربية أبنائها، أو إعالة والديها».
وحينذاك قالت سموّ الشيخة جواهر: إن موضوع دعم المرأة يحظى بدعم كبير من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، انسجاماً مع برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، عام 2005، ويهدف إلى توسيع المشاركة السياسية، وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، وتمكين المرأة في المجالات كافة.
وقالت سموّها «لقد أطلقنا في إمارة الشارقة، بشكل خاص، الكثير من المؤسسات والمبادرات في هذا السياق بدءاً من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ونادي سيدات الشارقة، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، مروراً بمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، وما يندرج تحتها من مجالس، وبرامج ومبادرات، وتنبع أهمية هذه المؤسسات والمبادرات، من كونها تسعى إلى تفعيل دور المرأة في مختلف القطاعات، الاجتماعية والاقتصادية والمهنية، واستطاعت أن تحقق نتائج إيجابية، بإزالة الكثير من التحديات التي تواجه السيدات اللواتي يرغبن في دخول عالم الأعمال بشكل خاص، كما أنها نجحت في توفير التسهيلات، والحوافز لجميع سيدات الأعمال والمهنيات على السواء، ووفرت لهنّ الأوضاع المناسبة للنجاح والتطور».
تنمية الأطفال
وتتجلّى بوضوح، رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، واهتمامه بالطفولة، وتنمية قدرات الأطفال، وتفعيل دورهم في مختلف المجالات، وفي ذلك عمل على تطوير التعليم والتربية، حيث يشهد القطاع التعليمي في الشارقة تحولات إيجابية، عبر تنفيذ مبادرات تربوية بهدف تحفيز الفهم، والإبداع لدى الأطفال، بتحسين جودة التعليم، وتطوير البنية التحتية للمدارس، فضلاً عن سعيه لتعزيز النشاط الاجتماعي والرياضي للأطفال، بتنظيم فعاليات وبرامج ترفيهية، تعزز صحتهم، وتزودهم بالقيم الاجتماعية، ما يسهم في تطوير شخصياتهم، وتعزيز روحهم الرياضية.
ويشجع سموّه الإبداع والابتكار بين الأطفال، وتنمية مواهبهم، ويوجه بتنظيم برامج ومسابقات تحفز طموحهم، وقدراتهم الإبداعية، ما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية. وكذلك تتجلى مبادرات حكومة الشارقة، بتوجيهات سموّه، في حماية البيئة والاستدامة، لتوفير بيئة صحية للأطفال، تعزز نموهم السليم، وتحقق توازناً بين حقوقهم وحمايتهم، وحقوق الأجيال القادمة.
ملاذ آمن
في تصريح لسموّ الشيخة جواهر خلال افتتاح أعمال «منتدى سلامة الطفل 2021»، الذي نظمته «إدارة سلامة الطفل»، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة حينذاك، قالت «لطالما كان الطفل جوهر ما نقدمه من برامج، ومبادرات، تعزز موهبته، وتنمّي فكره وثقافته، وقبل ذلك كله، تحمي كرامته، وتصون حقوقه، فالطفولة عالم بريء، يفيض بالخيال والمشاعر، وهي مرحلة رقيقة من حياة الإنسان تتشكل فيها شخصية الفرد».
ويحرص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على أن تكون الشارقة بيئة سليمة وملاذاً آمناً للطفل ليعبّر عن شخصيته، ويبني اهتماماته وتطلعاته، فلم تكفّ يدُه البيضاء الحانية يوماً، عن تسهيل مواجهة جميع التحديات، لضمان تقديم المبادرات التي تحافظ على سلامة الطفل، فكرياً وجسدياً ونفسياً.
ودائماً يؤكد سموّه، أن الاهتمام بإقامة وعقد المؤتمرات المعنية بحماية ورعاية الأطفال واليافعين، ليس بالأمر الجديد، ولا المستحدث، بل ذو علاقة مباشرة بالفطرة، والمبادئ الإنسانية السامية التي تعتنقها جميع شعوب العالم. فيما لا شك فيه أن اهتمام الشارقة بالأطفال والنشء، يعود لمطلع الخمسينات من القرن الماضي، حين انضم صاحب السموّ حاكم الشارقة، عام 1954، لأول فرقة كشافة في الإمارات، جرى تأسيسها، وكان أول عريف فيها، فضلاً عن إطلاق أول حركة كشفية للمرشدات عام 1973، وأعقبها تأسيس «جمعية مرشدات الإمارات» عام 1979، ومن ثم إطلاق «مفوضية مرشدات الشارقة».
أول مكتبة للأطفال
في عام 1985، وجّه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء أول مكتبة للأطفال في حي الرفاع بالشارقة، لتربيتهم بشكل ثقافي شمولي. ومع الوقت تطورت أهدافها، ونبعت منها فكرة تأسيس مراكز الأطفال التي انتشرت في جميع مدن الإمارة، وضواحيها، للذين تراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، وتبنّى سموّه، مقترح المجلس الوطني الاتحادي بإنشاء البرلمان العربي للطفل، الذي استضافت الشارقة مقره، مع توفير الدعم اللوجستي والفني الكامل له.
وحين افتتاح سموّه له، أكد أن التأسيس الصحيح للأطفال بطرح قضاياهم في بيئة برلمانية مهيّأة، يسهم في تنشئتهم بشخصية بنّاءة، تمكّنهم من المشاركة الفاعلة في تطوير بلدانهم، وممارسة الديمقراطية الحقيقية، وأن التجربة البرلمانية للأطفال، بدأت في الشارقة منذ سنوات طوال، وتخرجت في مجلس شورى الأطفال عناصر أضحت فاعلة مجتمعياً.
تعليقات
إرسال تعليق