شنجن نموذج صيني للتحول البيئي
خلال يوم ممطر في شنجن، المدينة المتقدمة تكنولوجياً في جنوب الصين، تنقل حافلات ركابها بصمت، من دون انبعاثات لثاني أكسيد الكربون أو أبخرة العوادم.، إذ أصبحت هذه المدينة نموذجاً للتحول البيئي باعتمادها الكامل على الحافلات الكهربائية.
وقد كانت شنجن، التي يقرب عدد سكانها من 18 مليون نسمة، أول مدينة كبيرة في العالم تعتمد بالكامل على الطاقة الكهربائية في حافلاتها في عام 2017، لتصبح المدينة الصينية مختبراً لعملية التحول البيئي.
تُعدّ الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحترار المناخي في العالم، ولا تزال تعتمد بشكل كبير على الفحم. لكنّها أيضاً الدولة التي تخصص أكبر الاستثمارات في الطاقات المتجددة.
وتساهم الحافلات بشكل أقل في الاحترار المناخي مقارنة بالسيارات والشاحنات، لكن وكالة الطاقة الدولية تقدّر رغم ذلك نسبة التخفيض المحتمل في الانبعاثات الناجمة عن الحافلات ب5% في سيناريو الحياد الكربوني في عام 2050، ناهيك عن أن الحافلات الكهربائية تحسّن على الفور نوعية الهواء الذي يتنفسه السكان.
لكنّ الصين تظل استثناءً عالمياً. ويضمّ هذا البلد الآسيوي العملاق أكثر من 90% من الحافلات والشاحنات الكهربائية في العالم.
وفي ظروف تشغيل متطابقة، تُصدر الحافلة الكهربائية طوال دورة حياتها بالكامل (بما في ذلك تصنيعها وبطاريتها) انبعاثات أقل بنسبة 52% مقارنة بحافلة الديزل، وفق دراسة أجراها البنك الدولي على حافلات شنجن على وجه التحديد.
وتأخذ هذه البصمة الكربونية في الاعتبار أن نصف الكهرباء في شنجن يتم توليدها بالفحم. في المجمل، تتيح الحافلات الكهربائية توفير 194 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وفي غوانغدونغ، المقاطعة التي تتبع لها شنجن، تحوّلت حوالي 10 مدن بالفعل إلى استخدام الحافلات الكهربائية بنسبة 100%، فيما تقترب العاصمة بكين وشنغهاي من القيام بخطوة مماثلة.
تعليقات
إرسال تعليق