مبادرة لتجنب قتل الدببة في اليابان
تُقتل سنوياً آلاف الدببة في اليابان على اعتبار أنها تشكل تهديداً متزايداً للبشر والقطاع الزراعي، إلا أن لجونبي تاناكا، وهو عضو في منظمة «بينوكيو وايلدلايف ريسيرتش» غير الحكومية اليابانية التي تجهد لتعزيز التعايش بين البشر والدببة، وكلبته ريلا طريقة أقل عنفاً لإبعادها، وذلك من خلال نصب أفخاخ كبيرة على شكل برميل في الغابة، ووضعوا العسل في داخلها للإمساك بالدببة، وعند خلودها إلى النوم، تُزود طوقاً لاسلكياً ثم تُطلَق في الطبيعة.
ويهدف مشروع تاناكا التجريبي في كارويزاوا، وهو منتجع جبلي تحيط به الغابات في مقاطعة ناغانو، إلى إظهار ما يمكن فعله لتفادي قتل الدببة.
لكن العامل الرئيسي في المخطط هو ريلا وكلاب أخرى في مجموعة خاصة بتاناكا. وتنتمي كل هذه الحيوانات إلى سلالة «كاريليين بير دوغ» ذات الأصل الفنلندي، التي تعد خبيرة في صيد الطرائد الكبيرة.
وخلال تجوّله ليلاً عبر شاحنته الصغيرة في الغابة قرب كارويزاوا، يلوّح تاناكا بهوائي بث طوله متر، لتحديد موقع أي دببة مجاورة مزودة بأطواق لاسلكية. ويقول فجأة «ثمة دب هناك»، فتندفع ريلا وصاحبها في اتجاهه، ثم تبدأ الكلبة بالنباح حتى يهرب الدب.
ويقول ماساشي تسوتشيا، المسؤول في بلدية كارويزاوا، إن هذه الطريقة المعروفة ب«رعي الدببة» لا تزال خاصة باليابان، لكن مناطق أخرى تبدي راهناً اهتماماً بها.
ويوضح تسوتشيا: «بفضل برنامج بيكيو، تعلمنا أن السيطرة على سلوك الدببة ومراقبتها من خلال رصدها ممكنة، عبر وضع طوق لاسلكي لها وإبعادها عن المدينة».
ويضيف أن هذه المبادرة المحلية تبيّن أن ثمة نهجاً ثالثاً بدل الاختيار بين حماية الدببة أو قتلها كلها.
ويزداد اقتراب الدببة من المناطق المأهولة بحثاً عن أطعمة، بسبب تصحر المناطق الريفية في اليابان الذي يواجه تدهوراً ديموغرافياً متسارعاً واحتراراً مناخياً يؤثر في نظام الدببة الغذائي وفترة سباتها.
وأدى تزايد تسلل هذه الحيوانات التي قد تزن نصف طن، إلى إثارة حالة من الجنون في مناطق كثيرة من الأرخبيل الذي تشكل ثلاثة أرباع مساحته مناطق جبلية.
وتعرّض أكثر من 200 شخص لهجمات دببة خلال هذا العام في اليابان، توفي ستة من بينهم، وهي أرقام قياسية منذ بدء هذه الإحصاءات في عام 2006.
وعُثر في أيار/مايو على رأس بشري مقطوع قرب بحيرة في جزيرة هوكايدو الكبيرة (شمال)، ورُصد دب في محيط المنطقة في فمه حذاء صياد.
وثمة نوعان من الدببة في اليابان: الدببة السوداء الآسيوية وتلك البنية الأكبر حجماً، والتي تعيش حصراً في هوكايدو.
وتُقدّر أعدادها بعشرات الآلاف، وسط تزايد سريع خلال العقدين الأخيرين.
وأتت ردة فعل السلطات اليابانية والصيادين قاسية؛ إذ قُتل 4895 دباً في المتوسط سنوياً باليابان على مدى السنوات الخمس الماضية، بحسب إحصاءات وزارة البيئة.
وخلال العام المالي الحالي 2023 /2024 (ينتهي نهاية آذار/مارس المقبل)، قُتل 6287 دباً، منها نحو ألفين في تشرين الثاني/نوفمبر وحده.
ويُتوقّع أن يصل عدد الدببة المقتولة هذا العام إلى 8000، بحسب جونبي تاناكا (50 عاماً).
تعليقات
إرسال تعليق