«ماسك رئيساً لترامب».. تكهنات في سباق الانتخابات الأمريكية
أثار اللقاء الذي جمع، الأحد الماضي، بين الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يتزعم الجمهوريين وبات الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، فضول كثير من المهتمين، كما أثار التكهنات بإمكانية تمويل ماسك لترامب من أجل العودة إلى البيت الأبيض. وقد توقف الكاتب الصحفي ريك نيومان عند هذه الفرضية، وحاول في مقال بعنوان «هل يصبح إيلون ماسك رئيس دونالد ترامب؟» ونشره بموقع «ياهو فاينانس» التعليق على هذا اللقاء وتحليل أهدافه وتداعياته، وفي ما يلي نص المقال:
إليكم احتمالاً محيراً أو غريباً، اعتماداً على كيفية النظر إليه: يمكن لأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، أن يدعم حملة دونالد ترامب الرئاسية ويستخدم ملياراته لمساعدته في الفوز بالانتخابات.
لقد زار ماسك فلوريدا مؤخراً للقاء الرئيس الأمريكي السابق، وفقاً لما أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز، مما أثار تكهنات بأن الرئيس التنفيذي لشركتي «تيسلا» و«سبيس إكس» يمكن أن يشارك في السياسة الأمريكية هذا العام أكثر من أي وقت مضى.
وغرّد ماسك لاحقاً قائلاً إنه «لن يتبرع بالمال لأي من المرشحين لمنصب رئيس الولايات المتحدة». لكن ماسك معروف جيداً بمزاجه المتغيّر، حيث كتبت مجلة «رولينج ستون» العام الماضي في قصة أدرجت فيها 13 من أكبر تغييرات الرأي لدى ماسك: «لقد بالغ، وأفرط في وعوده، وتحايل على الحقائق، وكذب». لذلك يمكن أن يتراجع ماسك ويدعم ترامب بعد كل شيء.
ومن المؤكد أن ماسك، الذي يمتلك أيضاً منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، يتخيل نفسه مؤثراً جيوسياسياً. ففي عام 2022، طرح خطة سلام للحرب الروسية الأوكرانية، وربما تحدّث أو لم يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على آرائه. وفي مراحل معينة من الحرب، اتخذ ماسك قرارات بشأن استخدام خدمة الإنترنت «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» في ساحة المعركة، وهو ما أثر في النتائج العسكرية على الأرض.
ولدى ماسك أيضاً آراء قوية حول «حرية التعبير»، والسيارات الكهربائية، والتنظيم الحكومي، والهجرة، وغيرها من القضايا السياسية الساخنة، تماماً كما يفعل ترامب. إن ماسك ليبرالي ويبدو أنه أصبح أكثر تحفظاً مع تقدمه في السنّ، وهو ليس معجباً بالرئيس جو بايدن. ووصف بايدن بأنه «دمية بالية» في عام 2022 ووجّه إليه انتقادات بشأن مجموعة متنوعة من القضايا.
وفي الوقت نفسه، يحتاج ترامب إلى المال، لذا قد يصطف ماسك مع ترامب لإقامة علاقة ودية معه في نهاية المطاف.
وإذا دعم ماسك ترامب، فقد يكون هناك توتر حول من هو المسؤول حقًا. ولا يحب ماسك أن يكون الرجل الثاني لأيّ أحد على الإطلاق، وإذا قام بتمويل طريق ترامب نحو النصر بولاية رئاسية ثانية، فربما يرغب في اتخاذ القرارات بشأن القضايا التي تهمه.
ويكمن هنا السؤال ب ماذا يريد ماسك من ترامب؟ في حال ساعد ماسك ترامب بالفعل في الفوز بالرئاسة، فليس من الصعب أن نتخيل هذه المطالب من ماسك للرئيس الأمريكي:
* حل هيئة الأوراق المالية والبورصة: يكره ماسك هيئة الأوراق المالية والبورصات، التي عاقبته بسبب تغريدة زائفة في عام 2018 حول تحويل شركة تسلا إلى شركة خاصة، واستمر في البقاء في منصبه. ويكره ترامب التنظيم الحكومي بقدر ما يكره ماسك ذلك.
* تحويل الذكاء الاصطناعي إلى «تسلا». إذا وقع الذكاء الاصطناعي في الأيدي الخطأ، فمن الممكن أن يقضي على جميع الوظائف أو يسمح لمنافسي ماسك في الأعمال بالحصول على ميزة. ووحده ماسك، وربما جو روغان، قادران على حماية هذه التكنولوجيا الثورية وإنقاذ البشرية. وكل ما يتطلبه الأمر هو الضغوط على وزارة العدل وبعض القضاة الودودين الذين عيّنهم ترامب لإجبار شركات الذكاء الاصطناعي على تصفية استثماراتها في مايكروسوفت وغوغل وجعل شركة «تسلا» صاحبة العطاء المفضل.
* حظر «فيسبوك»، وربما «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك»، ومنح اليد العليا لمنصة «إكس». وبمجرد أن يصبح «إكس» التطبيق الشامل، لن تكون هناك حاجة لمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، على أي حال.
* وقف كافة أشكال الهجرة، باستثناء جنوب إفريقيا.
* الإبقاء على قطاع الفضاء من دون هيئة نقابية، وستكون «قوى الفضاء»، وهي الوكالة التي أنشأها ترامب، هي الجهة المنفذة، وهذا أفضل بكثير من السماح لنقابات بايدن بالتسلل إلى الفضاء وإيقاف كل الآمال في استعمار المريخ بسبب قضايا تافهة مثل ظروف العمل بين الكواكب.
* دعم السيارات الكهربائية: جمع ماسك معظم ثروته عبر الاستثمار في السيارات الكهربائية، لكن ترامب يريد من أنصار السيارات الكهربائية أن «يتعفنوا في الجحيم». هذا أمر محرج، لكن بإمكان ماسك إقناع ترامب في تغيير رأيه عندما يصطحبه في جولة في إحدى سيارات «سابير تراك» المضادة للرصاص، ويريه الخصائص المتميزة التي تتمتع فيها هذه السيارة. ويمكن أيضاً أن تتحول إلى سيارة ليموزين رئاسية.
* شراء «إكس»: قد تكون أحد شروط ماسك لمنح الدعم لدونالد ترامب، هو استحواذ شبكة التواصل الاجتماعي التابعة للريس السابق على منصة «إكس» في مقابل 44 مليار دولار. وقد يبدو هذا الأمر كثيراً، لكن تخيّل مقدار الأموال التي يمكن أن يجنيها مروج ذاتي ذكي من خلال تحقيق الدخل من الرئاسة الأمريكية.
تعليقات
إرسال تعليق