تعليق مفاوضات الهدنة في القاهرة.. وإسرائيل تهدد باجتياح رفح
دانت دولة الإمارات بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء نحو 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، وأعربت عن رفضها لجميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار. وشددت الوزارة على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما جددت التأكيد على أن دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق. ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ودفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
يأتي ذلك، بينما غادر وفد حركة «حماس» القاهرة، حيث جرت مفاوضات بوساطة مصرية - قطرية - أمريكية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، على أن تُستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل، بحسب ما أوردت قناة فضائية مصرية، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب بما في ذلك في رفح، في وقت كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة أبرمت أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة لإسرائيل منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تعلن منها سوى عن صفقتين فقط.
ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع المستوى قوله إن «وفد حماس يُغادر القاهرة للتشاور حول الهدنة وسيتم استئناف المفاوضات الأسبوع القادم»، مشيرة إلى أن «المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك». وأكدت «حماس» في بيان أن وفدها غادر القاهرة «للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف الحرب وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا»، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل «أفشلت» كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأضافت أن إسرائيل ترفض «وقف الحرب والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل هجومها على قطاع غزة رغم تزايد الضغوط الدولية، بما في ذلك في مدينة رفح. وتابع نتنياهو أن الجيش سينفذ عمليات مضادة في جميع أنحاء القطاع «بما في ذلك في رفح، آخر معقل لحماس»، حسب تعبيره. وقال «مَن يأمرنا بألا نتحرك في رفح يأمرنا بأن نخسر الحرب وذلك لن يحدث».
من جهة أخرى، وبينما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» إن إدارة بايدن التي تخشى كارثة إنسانية جديدة، تدرس سبل منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأمريكية إذا هاجمت رفح المكتظة باللاجئين والسكان، كشفت الصحيفة بناء على معلومات حصلت عليها قالت إنها «سرية»، فإن الصفقات المئة تتضمن آلاف الذخائر الموجهة والقنابل والدروع والأسلحة الصغيرة وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ولم يتم الإعلان سوى عن اثنتين فقط من الصفقات العسكرية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، الأولى ذخيرة دبابات بقيمة 106 ملايين دولار، والثانية لمكونات لازمة لصنع قذائف عيار 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار. لكن في باقي الصفقات، المعروفة باسم «المبيعات العسكرية الأجنبية»، نقلت الأسلحة من دون أي نقاش عام، وفقاً لمسؤولين ومشرعين أمريكيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وفي هذا الإطار، نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن 4 مسؤولين أمريكيين أن واشنطن لا تعتزم في هذه المرحلة فرض قيود على مساعدات عسكرية لإسرائيل وأنها معنية بالحصول على «صورة كاملة ودقيقة» لهذه المساعدات. وقال المسؤولون الأمريكيون إن البيت الأبيض طلب مؤخراً من وزارتي الخارجية والدفاع تزويده بقائمة تشمل كافة الأسلحة التي يخطط لنقلها إلى إسرائيل ويتوقع أن يصادق عليها في الأسابيع القريبة المقبلة.
إلى ذلك، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس الخميس، الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها «وصمة عار على الحضارة»، مكرراً دعوات بكين إلى «وقف فوري لإطلاق النار». وأكد وانغ أن «الصين تدعم أن تصبح فلسطين عضواً رسمياً في الأمم المتحدة».(وكالات)
تعليقات
إرسال تعليق