«إيكروم- الشارقة» يناقش التغير المناخي في المدن التاريخية العربية



انطلقت، الثلاثاء، في مدينة الشارقة، أعمال ورشة العمل الإقليمية التي ينظمها المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة)، بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بعنوان «التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية: دمج الثقافات التقليدية للبناء في التكيف مع التغير المناخي، وتوجيه إدارة المدن التاريخية نحو مسارات مستدامة»، والتي سوف تستمر حتى الخميس (2 فبراير/شباط)، وتقام في مبنى المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة).

تركز الورشة على التحديات غير المسبوقة التي يواجهها التراث الثقافي بسبب المخاطر الحقيقية التي يفرضها التغير المناخي، وكيف يمكن للتراث أن يخفف حدّة هذه المخاطر. إذ من المتوقع أن تلحق الظواهر المناخية القاسية نتيجة للاحترار العالمي أضراراً كبيرةً بالتراث الثقافي في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في المنطقة العربية.

ويقول د. ويبر ندورو، مدير المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم): «تقوم مهمة ورسالة مركز إيكروم على مساعدة الدول الأعضاء، البالغ عددها 137، في الحفاظ على تراثها الثقافي، وجعل العالم مكاناً أفضل للعيش، لذا، تجد «إيكروم» نفسها معنية بالاهتمام بقضايا التغير المناخي، وملتزمة بالمساعدة في تحقيق الاستدامة البيئية، والاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأضرار الكبيرة التي يلحقها التغير المناخي على التراث الثقافي المادي وغير المادي في أنحاء العالم. كما تتماشى الورشة مع رؤية المنظمة بتحقيق عالم يرتبط فيه التراث الثقافي بطريقة وثيقة مع مفاهيم التقدم، والشمولية، والرفاه والاستقرار».

تنسيق الجهود

تهدف الورشة إلى تقديم حالات دراسية نموذجية عن أثر تبني المعارف التقليدية في العمارة المعاصرة، ورفع الوعي بجدية المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، ودور المعارف التقليدية في التأقلم مع التغير المناخي، وبناء مرونة المجتمعات في التعامل مع الكوارث والأزمات المرتبطة بها في حال حدوثها، وتشجيع البحث في الممارسات التراثية التقليدية لاستنباط حلول مستدامة للاستعداد للمخاطر القائمة والمحتملة المتعلقة بالتغير المناخي، ولعمارة حديثة متوافقة مع مبادئ التنمية المستدامة، وتشجيع الجهات القائمة على إدارة المدن التاريخية على تنسيق جهود التأقلم مع الاحترار العالمي مع الجهات المسؤولة عن إدارة المدن والاستعداد للطوارئ فيها، وأخيراً وضع مجموعة من التوصيات لتكون مرجعاً يوثق المرحلة الحالية، ويمكن الاعتماد عليها في تصميم النشاطات التالية للجهات المعنية بالتراث الثقافي.

آثار سلبية

قال د. زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي ل (إيكروم – الشارقة): «في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول حول العالم حالة مستعجلة لوضع إجراءات عملية لتخفيف تأثيرات التغير المناخي، وأقرت القوانين للتعامل مع الاحترار العالمي، لايزال البحث العلمي في قضايا التغير المناخي فضلاً عن دراسة مخاطره على المدن التاريخية في مراحله الأولى في المنطقة العربية، على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون من أكثر المناطق عرضةً للآثار السلبية نتيجة للتغير المناخي».

ويضيف: «تبرز أهمية هذه الورشة في توحيد الجهود وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات والاستفادة من الثقافات والممارسات التقليدية في البناء بالطين مثلاً في المناطق الجافة، فهناك فرص كبيرة للتعلم من التقاليد الثقافية في سياق حفظ التراث الثقافي للتأقلم مع التغير المناخي والاستعداد الاستباقي للمخاطر المحتملة المرتبطة بالاحترار العالمي، مع محاولة الاستفادة من الفرص التي يتيحها استشراف المستقبل من أجل حماية مدننا العربية».

مبادرة «مدينة»

يشارك في ورشة العمل عدد من الخبراء والعاملين والقائمين على إدارة المدن التاريخية في المنطقة العربية، بالإضافة لعدد من الخبراء الإقليميين والدوليين والمهتمين بمسألة التغير المناخي وأثرها على الحياة التقليدية في المدن التاريخية.

وتندرج هذه الورشة ضمن مبادرة «مدينة» التي تركز على حماية المدن التاريخية، وتهدف إلى دعم إدارة التراث الحضري في المنطقة العربية، وتثمين دور التراث الثقافي في التنمية المستدامة، كما تتماشى مع جهود الإمارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة لمكتب إيكروم-الشارقة، في التصدي للتحديات والمخاطر التي يسببها التغير المناخي في المنطقة والعالم، والتي سوف تتوجها هذا العام من خلال استضافتها لأهم مؤتمر عالمي للمناخ (COP28)، والذي سوف يعمل على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية بالتغير المناخي في العالم وتعزيز حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.


صحيفة الخليج http://yasiuae.net/?p=160613&feed_id=9028

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة والطفل يسكنان قلب سلطان

19 ابتكاراً جديداً مدعومة بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي "يعيد" المتوفين إلى عائلاتهم في الصين